قلوب من حجر

قلوب من حجر ......


كانت هناك على ضفاف البحر جالسة على بساطها و بقربها دلة الشاي, تنظر إلى قرص الشمس و هو يغطس في الأفق لينقضي يوم من حياتها التي بلغت السبعين عاماً, ثم تنظر إلى البحر الذي تنعكس على مياهه أشعة الأفق الذهبية, و تأخذها روعة جماله, و لكنها لا تنسى كم بلغ في جوفه من المأسي و القصص, ثم تعود إلى مكانها فتتذكر حقيقة الحياة و إنها تشابه البحر في كثير من جوانبه ... كانت تجلس قريباً منها عائلة جاءت إلى البحر لتكسر روتين الحياة اليومي, و لتنسى شيئاً من ماكينة الحياة اليومية, و ضوضائها, و ما تسببه من التوترات النفسية, لاحظ بعض أفراد هذه العائلة التي كانت تمضي وقتاً جميلاً وجود السيدة العجوز التي مازالت جالسة لوحدها تحتسي الشاي و تنظر إلى البحر حتى تجاوزت الساعة بعد منتصف الليل , لم يتمالك أحدهم نفسه:" حجيه هل تريدين أن نوصلك لمكان؟ عسى ما شر لا نرى عندك أحد؟" قالت :"لا أدري و لكنه ترك بيدي ورقة" أخذها ذالك الرجل و قرأها, و إذا بها (على كل من يقرأ هذه الورقة إرسال هذه السيدة إلى دار رعاية المسنين). صعق الجميع عند معرفتهم بمأساة هذه العجوز التي كانت يوماً من الأيام مرضعة و ساهرة و حاملة لذلك العاق ثم يرميها و هي في خريف حياتها على البحر كما يرمي البحر زبده على الشاطئ....

لنأخذ نحن العبرة من هذا.. ولنعلم أن مصير من يفعل هذا الفعل..
و أن علينا تربية أبنائنا تربية صالحة نضمن من خلالها برهم و رعايتهم لنا في الحياة, و الدعاء في الممات.





__________________



مع تحياتي
عاشق البرشاا.....